اجواء العيد في الغربة

 

يعتبر العيد في الاصل هو كل يوم يكون فيه اجتماع على فرح وسرور، وهو مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حِكَمٍ عظيمة، ومعانٍ جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأممُ في شتى أعيادها.

فالعيد عند المسلمين يتضمن عيدين وهما عيد الفطر والذي ياتي بعد شهر رمضان ,وعيد الاضحى الذي يحتفل به في عاشر ذي الحجة بعد اتمام مناسك الحج.

مما سبق فان هذين العيدين هما الاعياد الشرعية للمسلمين كافة يحتفلون بها اينما حلو وارتحلوا وهو من اعظم المناسبات التي يجتمع فيها الاهل والاحباب والاصحاب , ومناسبة ايضا لنبادل التهاني والزيارات

وللعيد معاني جميلة متجلية في المناحي الدينية والاجتماعية والنفسية ايضا.

فمن الناحية الدينية العيد هو لبس اجمل الثياب والتبكير الى المسجد لاداء صلاة العيد مع جموع المسلمين وترديد الله اكبر الله اكبر ,وهو ايضا هو شكر لله على تمام العبادة، بعد شهر من الصيام او بغد اداء فريضة الحج  ,وشكر الله تغالى لا يكون بكلمة يقولها المؤمن بلسانه فقط بل تعتلج في قلبه رضاً واطمئناناً لتظهر في علانيته سروراً وابتهاجاً.

اما من الناحية الاجتماعية فهو يظهر في فرحة الأطفال يفيض عليهم بالمرح والفرح وفي فرحة الفقراء ايضا على حد سواء يلقاهم باليسر والسعة، وهو ايضا يوم الزيارات وصلة الأرحام على البر والمحبة ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور… ويوم الأصدقاء يجدد فيهم اواصل الحب ودواعي القرب، ويوم النفوس الكريمة تتناسى اضغانها فتجتمع بعد افتراق وتتصافى بعد كدر وتتصافح بعد انقباض.

وهذا المغزى الاجتماعي هو تذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين حتى تشمل الفرحةُ بالعيد كلَّ بيتٍ، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة.

والى هذا المعنى ايضا يرمُزُ تشريعُ صدقةِ الفِطْر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى ,فإن في تقديم ذلك قبل العيد، أو في أيّامه إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال الخير, فلا تشرق شمسُ العيدِ إلا والبسمةُ تعلو كلَّ شفاهٍ، والبهجةُ تغمرُ كلَّ قلبٍ.

       كما سبق القول فان العيد هو فرصة جميلة لاللتقاء وتبادل الزيارات بين العائلة والاحباب ,لكن في بعض الاحيان تكون هذه الامكانية صعبة وهو ما يحصل للمقيمين في بلاد الغربة والبعيدين عن اهلهم واصحابهم .

 صحيح ان في الغربة من الصروح الجامعية والآفاق الثقافية ما يتيح تحقيق الطموح على المستوى العلمي والثقافي، وترويض النفس على تحمل المسؤوليات ومواجهة احلك الظروف،  ولكن للغربة ايضا سلبياتهافهنا تفتقر الى الأهل وهنا تفتقر الى الوطن وهنا تفتقر الى العيد وفرحته.

     فباعتبار انني التحقت بزوجي لاعيش معه هنا في الولايات المتحدة الامريكية اي في بلاد العربة وبعيدة عن اهلي وعائلتي لحولين من الزمن فقد ذقت طعم العيد في الغربة , فرغم حرية الاديان واحترام الاخر ايا كان جنسه اولونه او دينه التي يمتاز بها هذا البلد, الا انها بالنسبة لي كاول تجربة عشتها بعيدة عن كل ما اعتدت عليه ,حيث شعرت بان العيد هنا يخلو من العديد من المعاني , فهنا لن تسمع تكبيرات العيد تعم الارجاء ولن ترى الاطفال في الشوارع وقد لبسوا اجمل الثياب  ولن ترى الاهل والاحباب لتتبادلوا التهاني والتبريكات ……..

لكن رغم سلبيات الغربة هاته، نحاول قدر الإمكان خلق أجواء احتفالية في الاعياد الدينية وخاصة عيد الاضحى، لتناسي الاحساس بالبعد والغربة.حيث نحرص يوم العيد للذهاب الى المسجد واداء صلاة العيد ثم نتصل باهلينا واصحابنا في المغرب لنبادل معهم التهاني والتبريكات. ثم بعد ذلك نذهب الى المزرعة التي يلتقي فيها العديد من العائلات المسلمة وهناك يتم نحر الاضاحي,واستحضار العادات المتعلقة بالعيد .

Lamya Essousy

‎اضف رد
اخر المقالات