ليلة خير من ألف شهر

6068519256_14d059ec72_z
هي ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ، ليلة خير من ألف شهر ، انها ليلة مباركة ومن أعظم الليالي على الإطلاق اختصها الله تعالى في العشر الأواخر من شهر رمضان ،
فما هي  ليلة القدر؟وما هي فضاءلها ؟ ومتى يكون وقتها؟  وكيف يتم أحياؤها ؟
تمتاز هذه الأمة العظيمة بان جعل الله تعالى مواسم للطاعات، والرحمات والمغفرة والعتق من النيران،ومن هذه المواسم شهر رمضان، الذي فضله الله على بقية الشهور، وفضل فيه ليلة مباركة وهي ليلة القدر قال تعالى:”انا أنزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر تنزل الملاءكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر”
فقد شرف الله تعالى ليلة القدر بنزول القران فيها، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وقيل تقدر فيها مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات ، والناجون والهالكون،والسعداء والأشقياء .
ويرجع سبب تسميتها بليلة القدر حسب الشيخ  سلمان العودة الى خمسة أقوال :
الأول: لعظيم قدرها، وجلالة مكانتها عند الله عز وجل وكثرة مغفرة الذنوب، وستر العيوب في هذه الليلة المباركة،
الثاني: قال الخليل بن احمد : انه من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض بالملائكة الذي ينزلون.
والثالث: قال ابن قتيبة ان القدر الحكم ، كان الأشياء تقدر فيها.
والرابع: قال أبو بكر الوراق لان من لم يكن له قدر صار بمراعاتها إذا قدر.
والخامس: قال علي بن عبيد الله: لانه نزل فيها كتاب ذو قدر، وتنزل فيها رحمة ذات قدر، وملاءكة ذو قدر.
 ومن فضاءلها ان العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر ، إذ جعل الله فيها من الأسباب ما يضاعف أجرها اضعافا مضاعفة، والله يضاعف لمن يشاء .
وكذلك فمن فضاءلها أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب وان الله انزل في فضلها سورة تتلى الى يوم القيامة.
نزول الملائكة فيها الى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة قال تعالى : ً تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل امرً
وللدعاء في ليلة القدر اهمية ، إذ للمسلم ان يدعو بما يريد من الأدعية ، وله ان يرفع الى الله تعالى حاجته فيما يشاء، سواء كانت من أمر الدنيا أو من أمر الآخرة، مع الالتزام بأدب الدعاء الشرعية. ومع ذلك فان مثل هذه الأوقات المباركة لا ينبغي للمسلم ان يغفل فيها عن دعاء الله تعالى بطلب المغفرة وسؤال الجنة والنجاة من النار.
وليلة القدر ساعات قليلة تمر سريعا تشتد حاجة المسلم فيه، وفي أمثالها من الأزمنة الفاضلة الى ادعية لها مواصفات مخصوصة، تجمع له حاجته الدينية والدنيوية كله، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال: اني لا احمل هم الإجابة ، ولكن هم الدعاء ، فإذا ألهمت الدعاء علمت ان الاجابة معه . إشارة منه الى اهمية اختيار الدعاء المناسب الذي تتوفر فيه الصفات المؤهلة للقبول والإجابة .
ومن هذه الصفات المهمة :
– ان يكون الثناء والتوسل بأسماء الله تعالى وصفاته مناسبين لمعنى الدعاء.
– ان يكون جامعا في معانيه، مناسبا لحال الداعي، فقد اكان لرسول صلى الله عليه وسلم يعجبه جوامع الكلم ويختاره على غيره من الذكر ، كذلك كان يعجبه من الدعاء جوامعه .
ولن يجد المسلم خيرا من ادعية الكتاب والسنة لانها تجمع للمسلم ما يريد من خيري الدنيا والآخرة ، ولعل هذا ما دفع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الى السؤال عن الدعاء المناسب لتدعو به في ليلة القدر ، اخرج الإمام احمد  عن عبد الله بن بريدة قال: قالت عاءشة: “يا نبي الله، أرأيت ان وافقت ليلة القدر ما أقول ؟قال: تقولين: اللهم انك عفو تحب العفو فأعف عني” وفي رواية الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله: أرأيت ان علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعف عني” قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وذلك على أكثر من أربعين قولا، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري ، وهذه الأقوال بعضها راجح وبعضها شاذ، وبعضها باطل.
والصحيح في هذا أنها أوتار العشر الأواخر في رمضان : ليلة إحدى وعشرون ، وثلاث وعشرون، وخمس وعشرون ، وسبع وعشرون ، وتسع وعشرون ، كما في حديث عاءشة رضي الله عنها قالت : “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوز في العشر الأواخر من رمضان ويقول: التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان”
ولا تختص ليلة القدر بليلة معينة في جميع الأعوام ، بل تنتقل ، فتكون في عام ليلة سبع وعشرين مثلا، وفي عام آخر ليلة خمس وعشرين، تبعا لمشيئة الله وحكمته.
وقد أخفى الله سبحانه وتعالى علمها على العباد رحمة بهم ، ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء، فيزدادو قربة من الله وثواب، واختبارا لهم أيضاً ليتبين بذلك من كان جادا في طلبها حريصا عليها ممن كان كسلان متهاونا .
وقد أورد البعض علامات قد تعرف بها منها :
– قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة
– طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المومن
– سكون الرياح فلا عواصف ولا قواصف
– ان الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليس كعادتها في بقية الأيام .
أما فيما يخص احياء هذه الليلة العظيمة فانه يتم عن طريق:
احياء الليل: فقد ثبت في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل العشر أحيا الليل وايقظ أهله وشد مءزره ك أي استغرق الليل  في الصلاة والذكر وغيرهما .
الاعتكاف : مما يستحب القيام به والحرص عليه في العشر الأواخر ، فقد الرسول صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد خلال العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها.
وإنما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعا لانشغاله وتفريغا للياليه وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعاءه .
فاللهم بلغنا ليلة القدر وأعنا على قيامها وارزقنا فيها عفوا وغفرانا واستجابة لدعاءنا.
Lamya Essousy

‎اضف رد
اخر المقالات